تاريخ المواقف الذكية

تاريخ المواقف الذكية… من العجلات الدوارة إلى الذكاء الاصطناعي

قد يعتقد البعض أن المواقف الذكية علم حديث ظهر مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة وإنترنت الأشياء، ولكن لا يدرك الكثيرون أن للمواقف الذكية تاريخ كبير، تقريبا بدأ منذ اختراع السيارات بشكل عام.

ويؤرخ موقع “جيت ماي باركينج” المعني بتاريخ مواقف السيارات، بداية العمل بأنظمة المواقف الذكية، والتي توصف بأنها كانت تعرف قديما بأنظمة “وقوف السيارات الآلية”، والتي كانت عبارة عن نظام ميكانيكي مصمم لوقوف عدد كبير من السيارات في أقل مساحة متاحة.

وكانت تتيح تلك الأنظمة في نقل السيارات من مكان لآخر ميكانيكيا دون الحاجة إلى سائق، وتسمح بتكديس السيارات عموديًا في مستويات للقضاء على الحاجة إلى مساحات أرضية كبيرة.

البداية في باريس

ظهرت أنظمة الوقوف الآلي لأول مرة في باريس عام 1905، في جراج “رو دي بونثيو”، والتي لجأ إليها بسبب حاجة الناس للكثير من مساحات لوقوف السيارات وعدم وجود أماكن لاستيعابها.

وكان هذا النظام تقليديا بصورة كبيرة، حيث كان يستخدم فيه الأخشاب المرصوصة بصورة فوق بعضها بجانب الحديد لضبط منصات توضع عليها السيارات ويتم إنزالها عن طريق طريق خشبي يتم إزالته وتركيبه يدويا.

نظام باتيرنوستر

ولكن ظهر في عام 1920، نظام أطلق عليه “باتيرنوستر”، وهو تم بنائه مثل “عجلة فيريس”، حيث يتم ضبط 8 سيارات في مساحة سيارتين.

سرعان ما أصبح هذا الهيكل شائعا، خاصة بعدما تم استخدامه في جراج “كنت” للسيارات في الولايات المتحدة، حيث كان يكدس في هذا الجراج أكثر من ألف سيارة دفعة واحدة.

نقلة واشنطن

لكن كافة الأنظمة السابقة كانت تظهر عليها مشاكل كبيرة، حيث كانت تعاني من مشاكل ميكانيكية متكررة، تعرض السيارات لخطر بالغ، علاوة على صعوبة إدخال وإخراج السيارة، حيث كان يضطر الشخص للانتظار لفترات طويلة لحين خروج سيارته.

لكن النقلة الحقيقية ظهرت في عام 1951، حيث ظهر أول مرآب منظم يتم من خلاله إدخال عدد كبير من السيارات بسرعة وإخراجها بنفس السرعة، بفضل تقنية “بينجوين” (البطريق) لصف السيارات بطريقة ديناميكية سهلة الإدخال والإخراج.

التطور التقني

ومع ظهور تقنيات الإنترنت، بدأت الولايات المتحدة في عام 2002، في تطوير أول جراج آلي في مدينة هوبوكين بولاية نيوجيرسي، وبدأت تتبناها مدن أخرى قبل أن تجد طريقها إلى باقي دول العالم.

وما دفع دول العالم بقوة إلى تبني تلك الجراجات الذكية، بعدما سجلت إحصائيات عالمية ارتفاع عدد السيارات الجديدة المسجلة في العالم بصورة كبيرة.

سجلت إحصائية ماليزية مثلا، في عام 2006، ظهور 458 ألف و293 مركبة جديدة مقارنة بعام 1999، بزيادة بلغت 54.5%، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على البنى التحتية لوسائل النقل وباتت مواقف السيارات غير كافية للحفاظ على تدفق المركبات على الطريق، وهو ما جعل السلطات الماليزية تتجه بصورة كبيرة إلى أنظمة المواقف الذكية الحديثة، مستعينة بالتجارب اليابانية الرائدة في هذا المجال.

وتطورت، بعد ذلك أفكار المواقف الذكية بتطور التكنولوجيات حول العالم، لتصل إلى المواقف الحالية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

ووفقا للبيانات الحديثة تمتلك الولايات المتحدة حاليا، 25 نظاما رئيسيا للمواقف الذكية، تستخدم في عدد هائل من دول العالم، فيما يوجد فيها أكثر من 6 آلاف موقف ذكي، حتى الآن.

لكن اليابان، حاليا تعتبر رائدة في مجال المواقف الذكية، حيث يقدر عدد المواقف الذكية بها حاليا بنحو 40 ألف موقف ذكي، ويتوقع ارتفاعها إلى 1.6 مليون موقف ذكي في اليابان خلال عام 2030.

قراءة المزيد