غير “إنترنت الأشياء” بصورة كبيرة من السلوك البشري المعتاد، وبات يزودهم بالكثير من المرافق وخيارات الراحة لجعل حياتهم أكثر سهولة في الحياة اليومية، وتوصف “الجراجات الذكية، أنها أحد تلك العوامل الرئيسية لتلك الراحة.
ولكن ما السر الذي من خلاله بات العالم في حاجة ماسة إلى تلك الجراجات الذكية، وباتت الجراجات التقليدية تشكل عبئا كبيرا على العالم.
وتحدد دراسة مستفيضة نشرها موقع “ساينس دايركت” السر الذي تحتاج من أجله الدول لتطبيق مختلف منظومات الجراجات الذكية.
التطور الطبيعي
تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك حاليا 25 مليار جهاز قائم على إنترنت، التي تتكامل وتتفاعل وتتواصل مع مختلف الأجهزة الإلكترونية الرقمية الأخرى وأجهزة الاستشعار والمحركات والآلات التي تؤدي مختلف الخدمات للبشر.
ومتوقع خلال السنوات المقبلة أن يزيد الاعتماد على تلك التقنيات بصورة كبيرة في مختلف مناحي الحياة، والتوقف وعدم استخدامها في مجال “مواقف السيارات”، يعني بصورة واضحة أنك كمن يدفن رأسه في الرمال.
أمن تام
تستخدم دوما الأجهزة الإلكترونية الحديثة إجراءات أمنية مختلفة ومتطورة، ما يجعل مواقف انتظار السيارات الذكية غير معرضة لتلك المخاطر المرتبطة بالجراجات التقليدية من سرقة السيارات أو تعرضها للحوادث.
المدن الذكية
مع النمو الهائل لتطوير تقنيات إنترنت الأشياء والأنظمة الذكية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتخزين السحابي، ظهر على السطح مفهوم “المدن الذكية”، التي توفر عدد من الميزات الرئيسية، والتي جاءت على النحو التالي
* تقليل تكاليف تشغيل الخدمات
* تحسين إدارة المدينة
* تعزيز الفعالية لمختلف الخدمات
* تحسين الإنتاجية
* إدارة البنى التحتية والإنشاءات بصورة منظومة
* دعم أنظمة النقل الذكية
* تقليل الانبعاثات واستهلاك الطاقة
* تحسين الخدمات الأمنية المختلفة
وكل تلك العوامل السابقة تجعل منظومات الجراجات الذكية عنصرا أساسيا في نظام النقل بالمدن الذكية، خاصة في تلك القطاعات شديدة الترابط والمكتظة بالسكان في المناطق الحضرية، التي تواجه ندرة في أماكن وقوف السيارات.
المدن الكبرى
فندت الدراسة كذلك أزمة المدن الكبرى، وكيف أنها تحتاج بصورة ماسة إلى الجراجات الذكية، حيث رصدت أن حوالي 30% من المركبات تقف في طرقات المدن الكبرى بصورة عشوائية، بسبب عدم وجود ساحات انتظار شاغرة بالقرب منهم.
ويتسبب هذا في زيادة الازدحام المروري في المدن الكبرى، حيث تستغرق كل سيارة تقريبا حوالي 7.8 دقيقة للعثور على موقف سيارات مناسب، بحسب إحصائية شملت أكثر من 100 مدينة كبرى حول العالم.
كما أن عدم وجود الجراجات الذكية في المدن الكبرى يتسبب أيضا في إهدار تلك المدن المزيد من الوقود، وزيادة إحباط السائقين وزيادة تلوث الهواء في تلك المدن، ما يتسبب في تزايد انبعاثات أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والمركبات العضوية المتطايرة والهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين.
ويؤدي تزايد تلوث الهواء في المدن الكبرى، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في 7 لايين حالة وفاة مبكرة مرتبطة بتلوث الهواء.
وتكشف دراسة أخرى بقيادة باحثين من كلية هارفارد للصحة العامة أن الازدحام المروري تسبب في خسائر اقتصادية عالمية قدرت بنحو 100 مليار دولار في عام 2020، كما تم إنفاق 13 مليار دولار كتكاليف صحية بسبب الازدحام المروري في المدن الكبرى بالولايات المتحدة خلال عام 2020.
ويقدر أن ترتفع التكاليف الصحية في الولايات المتحدة إلى 17 مليار دولار في عام 2030.
ويظهر كذلك تقدير البنية التحتية الأسترالية في عام 2019 أن التكلفة الإجمالية لازدحام الطرق بلغ 19 مليار دولار، ويقدر أن تصل إلى 39 مليار دولار في عام 2031.
حل سليم
وتؤكد الدراسة أن أنظمة وقوف السيارات الذكية يمكن أن تكون حلاً سليمًا، للحد من الازدحام المروري والذي بدوره سيقلل من تلوث الهواء والمخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء.
ولفتت الدراسة إلى أن هذا التقدم السريع في الإنترنت والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الطريق لتطوير أنظمة وقوف السيارات الذكية بكفاءة وبسعر أقل نسبيًا